الوضوء يعرّف الوضوء في الشّرع الإسلاميّ لدينا على أنّه المقصد الأوّل في نظافة المسلم، فلا
تصحّ الصّلاة من غير الوضوء، فهي شرطٌ مهم من شروط الصلاة، وهو بقصد به غسل
أعضاءً معيّنةً من جسم الإنسان، ومسحها، والوضوء مأخوذ من الوضاءة أي نظافة المسلم، وطهارته، والنّور
الّذي يخرج نتيجة غسل أعضائه، وهو أيضاً اسمٌ آخر للماء الّذي يتمّ الوضوء به.
خطوات الوضوء بالتّرتيب حتّى يصح للمسلم وضوءه بالطّريقة الجيدة الّتي أمرنا الله بها -تعالى- عليه
أن يقوم بتأدية خطوات الوضوء بالتّرتيب الّتي نزلت به، وفيما يأتي نعرضٌ لكم خطوات الوضوء
بالترتيب وهي:
أن يبتدئ وضوءه بالنّية، وهي من أهم الشروط الأساسيٌّة لسلامة الوضوء، فقد روي عن عمر
بن الخطّاب أنّه قال:(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى
دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)،
والنّية تكون محلها القلب.
أن يسمّي عند وضوئه، فيقول (بسم الله الرّحمن الرّحيم)، وتعدّ التّسمية من السنن المهمة للوضوء،
حسبما اتفق العلماء.
أن يغسل كفيّه ثلاث مرّات، وغسل الكفيّن أيضًا من سنن الوضوء.
ووهذا يدل على أن غسل الكفين ليس من واجبات الوضوء فقال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)[٦]، فإنّ غسل الكفيّن لم يذكر في الآية الكريمة.
بل بُدئت بغسل الوجه.
أن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق، فالمضمضة يقصد بها وضع الماء في الفم، وإدارته به، أمّا الاستنشاق
فيعني اجتذاب الماء بالنّفس، ثمّ القيام بدفعه بقوّة النّفس، ومن سنن الوضوء عند المضمضة أن
يقوم المسلم باستخدام السّواك إن كان باستطاعته ذلك، وأن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق من خلال استخدام
كفٍّ واحدة ثلاث مرّات، أمّا إن قام المسلم بأدائها مرّةً واحدةً فلا بأس في ذلك.
أن يقوم بغسل وجهه، مرّةً واحدةً، وغسل الوجه مرّةً يعدّ من فروض الوضوء، أمّا السّنة
ان يقوم المسلم بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية،
وهي واجبٌ غسل ما يظهر منها، أمّا السّنة أن يقوم المسلم بتخليلها، وذلك أن يقوم
بإيصال الماء إلى جميع اللّحية في داخلها، وخارجها، واللّحية الخفيفة، وهي واجبٌ غسل ظاهرها، وباطنها،
وعرض الوجه من الأذن الأولى إلى الأذن الثّانية. أن يقوم بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه،
مرّةً واحدةً، وغسل اليدين يعدّ من فروض الوضوء، أمّا السّنة أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن
يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الّذي يقع بين
ذراع الإنسان وعضده، قال تعالى:(وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)[٧] أن يقوم بمسح رأسه، وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ
مسح الرّأس من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه، ومن السّنة أن
يقوم المسلم بوضع يديه على مقدّمة رأسه ثمّ المرور بهما على الرّأس والشّعر إلى نهايته،
ثمّ العودة إلى مكان ما بدأ. قال تعالى:(وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)[٨] أن يقوم بمسح أذنيه، ويعدّ مسح
الأذن تابعٌ لمسح الرّأس، ومن السّنة أن لا يقوم المسلم باستخدام ماءٍ جديدةٍ لمسح أذنيه،
بل يستخدم نفس الماء الّذي مسح به رأسه، ويكون مسح الأذنين بإدخال السّبابتين داخل الأذنين،
ثمّ استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين. أن يقوم بغسل القدمين مع الكعبين، ويعدّ ذلك
من فروض الوضوء، وذلك لقوله تعالى:(وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)[٩].
كيفية الوضوء